بعض مظاهر العمران في المغرب في العصر المريني (668-869هـ/1269-1465م) "دراسة تاريخية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة أسيوط

المستخلص

مستخلص
يعد تاريخ العمارة شکلًا من أشکال الدراسات التاريخية التي لا يمکن تدلسيها؛ حيث ارتبطت العمارة بالإنسان ارتباطًا وثيقًا بوصفها عملًا لازمًا له ومعبرًا عن ثقافته، فعبر التاريخ تتکون حضارات وأمم تسعى لتمييز هويتها، وتصيغ تلک الشعوب حضارتها في مبانٍ تعکس ثقافتها ورقيها، ومدى تفاعلها مع مکونات البيئة المحيطة، ولفظ العمارة مأخوذ من التعمير، ويقال: عَمَّرَ الله بک منزلک، يعمره عمارة، وأعمره: جعله آهلًا
ويرجع ازدهار العمارة إلى عدة أسباب؛ منها رغبة الإنسان الخالدة في البقاء التي تدفعه لترک آثار تخبر اللاحقين عنه، وربما کانت المنافسة هي الدافع وراء تشييد المباني العظمى في الحضارات المختلفة، فمما لا شک فيه أن المباني الضخمة والتصميمات الفريدة کانت مجالًا قويًا للتنافس بين الشعوب، وثمة دافع قوي لازدهار العمارة عبر التاريخ الإنساني، وهو قوة الدافع الديني، فمن الواضح أن العمارة الدينية المتمثلة في المعابد قديما ثم الکنائس والمساجد هي الأکثر فخامة وبقاء إلى الآن، ثم تأت القصور في المرتبة الثانية.
وتعکس العمارة کافة الجوانب الحضارية في حياة الأمم؛ فمنها نأخذ مدى تقدم العلوم الهندسية والفلکلية، وکذلک الصناعات ابتداءً من صناعة الطوب والأحجار المستخدمة في البناء وانتهاءً بفنون التزيين والنقش کالزليج وغيرها، کما تعکس المباني العملاقة مدي التطور الذي طال صناعة أدوات البناء، وتوضح مدى استقرار الحالة الاقتصادية والسياسية للشعوب، فمن المعروف أنه لا استقرار وعمارة دون رخاء اقتصادي واستقرار سياسي، فالعمارة هي الفيصل بين الحياة البدائية المتمثلة في الرعي والتنقل والاستقرار المصاحب للبناء.

الكلمات الرئيسية