البيئة النباتية وآثرها في استخلاص العقاقير الطبية لدى ابن البيطار (ت 646هـ/ 1248م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية كلية العلوم الاجتماعية.. قسم التاريخ والحضارة.

10.21608/hja.2024.256235.1083

المستخلص

تعرَّف البيئة النباتية بأنها مجموعة الظروف أو العوامل ﺫات الأثر الفعَّال التي يعيش في محيطها النبات، بما يعني (المجتمع النباتي)، وبمعنى آخر هي مجموعة العوامل التي تؤثر على النبات أو المجتمع النباتي، وترتبط بالمكان الذي يعيش فيه.
ويُعدُّ علم النبات من العلوم التي اهتم بها المسلمون كثيرًا، وذلك بتصنيف النباتات بحسب أوجه التشابه والاختلاف بينها، ومدى الاستفادة منها في مختلف جوانب الحياة، وأهمها هنا صناعة العقاقير الطبية واستخراج المواد اللازمة للعلاج.
وقد ازدهر علم النبات كثيرًا عند العرب والمسلمين ضمن اهتمامهم بالطب والصيدلة وصناعة العقاقير الطبية، وبرز في هذا العلم مجموعة من الأعلام الذين شعَّ أثرهم في علم الأدوية والعقاقير المعتمدة على بيئة النباتات. وكان من أبرز هؤلاء إمام العشَّابين وشيخ علماء النبات ضياء الدين أبو محمد عبدالله بن أحمد المالقي المعروف بابن البيطار (ت 646هـ/ 1248م) نسبة إلى والده الذي كان بيطريًا، والذي يوصف بأنه أعظم النباتيين والصيادلة في الإسلام، وأوحد زمانه في معرفة النبات، وأعظم عالم نباتي وصيدلي في العصور الوسطى كلها، فقد كان ابن البيطار - على نحو ما ستوضحه الدراسة - رائد عصره في معرفة النبات وتحقيقه واختباره والمواضع التي ينبت فيها، وكان يجمعها ويبحث فيها ويحقق في خواصها ومفعولها في مجال صنعة الدواء.
وهذا البحث الذي أتقدم به هنا هو محاولة لقراءة أثر البيئة النباتية فيما وصل إليه هذا العالم المبدع من اكتشافات لمجموعة واسعة من العقاقير الطبية المعتمدة على النباتات سواء في منشأه الأول بالأندلس أو من خلال رحلاته في عديد من البلاد التي رحل إليها إلى أن استقر في دمشق وأفاد من بيئتها وتأكد نبوغه فيها.

الكلمات الرئيسية