إيجارات أوقاف اليهود السَّکْنية بالفُسْطَاط في العصر الأيوبي مع دراسة عقد إيجار سَکَن في أوقاف اليهود الرَّبانين ونشره مؤرَّخ في 2 شعبان سنة 626هـ/ 25يونيو1229م

تتناول هذه الدراسة إيجارات أوقاف اليهود السکنية بالفُسْطَاط في العصر الأيوبي، مع دراسة عقد إيجار سَکَن في أوقاف اليهود الرَّبانين ونشره، المؤرَّخ في الثاني من شعبان سنة 626هـ/ 25 يونيو1229م، وجاءت افتتاحية الدراسة عن التجمعات السکنية لليهود وأعدادهم، وطوائفهم المذهبية في مدينة الفُسْطاط، ثم تطرقت الدراسة إلى طرق تسجيل الإيجارات العقارية السکنية واستخراج أجرتها؛ وفقًا لما ورد في کتب علم الشروط؛ وذلک لفهم نظام الإيجارات في العصر الأيوبي، ثم دراسة إيجارات أوقاف اليهود السکنية، وکيفية تحصيل إيراداتها، وسبل إنفاقها في مصارفها المختلفة في ضوء وثائق الجنيزة.
وتأسيسًا على ما سبق اقتضت طبيعة المعلومات الواردة بالقوائم الحسابية الجبائية الخاصة بإيجارات العقارات السکنية أن تشتمل على طرح للتعريف بنظام الوقف اليهودي الذي عُرف باسم: القودش أو الهقديش، والذي يماثل نظام الوقف الإسلامي، وکان يسمى في وثائق الجنيزة - في بعض الأحيان- بمصطلح الوقف أو الحبس، وکان يُمنح بشکل رسمي للمحکمة القضائية اليهودية، التي استأثرت بإدارته، وأسندت إلى البَرناس جباية المبالغ المستحقة عن إيجار العقارات، وقد وضعت بعض الضوابط والشروط للمستأجرين، وکان يُصرف من إيرادات الإيجارات جزء کبير على الفقراء والمحتاجين، وصيانة المعابد، والعقارات الموقوفة وترميمها، ودفع الضرائب الحکومية، کذلک تفاوتت في قيمة الإيجار من مکان إلى آخر، وتأثرت بالکوارث الطبيعية کالمجاعات والأوبئة، واختتمت الدراسة بفهرسة عقد الإيجار من حيث الشکل والمضمون، ودراسة محتوياته، ونشر نصّه وتحقيقه.