علاقة الدولة الساسانية بيثرب ومکة قبل الإسلام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التاريخ الإسلامي المشارک جامعة الملک سعود

المستخلص

يُعد هذا البحث استکمالاُ لمجموعة من البحوث التي سبق لي نشرها، والتي تناولت فيها علاقة الدولة الساسانية بالعرب داخل شبه الجزيرة العربية و خارجها(1) .
يهدف هذا البحث إلى معرفة طبيعة علاقة الدولة الساسانية بمدن الحجاز المهمة: يثرب ومکة، التي اختلفت بعض الشيء عن علاقة الدولة الساسانية بمناطق شبه الجزيرة العربية الأخرى، وذلک لأسباب تميزت بها کلتا المدينتين، فيثرب سکنتها جماعات يهودية جمعها مع الدولة الساسانية عداؤهما للرومان مما ساعدها على إيجاد نوع من النفوذ غير المباشر عليها بالتعاون مع تلک الجماعات اليهودية.
أما تميز مکة عن مناطق شبه الجزيرة العربية الأخرى فترجع لمکانتها الدينية والاقتصادية حيث أدرک زعماء قريش مکانة بلادهم وأهميتها فناوأ بأنفسهم عن الانخراط في النزاعات سواءً في الداخل بين القبائل العربية أو في الخارج بين دولة الفرس الروم، وقد أدى هذا إلى اقتصار علاقتها بالدولة الساسانية على ما يعزز تجارتها الخارجية.

الکلمات الافتتاحية: - الدولة الساسانية – علاقات – يثرب - مکة -تاريخ -تجارة
العوامل المؤثرة في العلاقات الفارسية مع يثرب ومکة :
أثر في علاقة الفرس مع يثرب ومکة عاملان مهمان ارتبط أحدهما بالآخر:
العامل الأول: التجارة، حيث أصبحت مدن الحجاز في القرنين الخامس والسادس الميلاديين مراکز تجارية على الطريق التجاري القادم من جنوب شبه الجزيرة والمتجه شمالها؛ إذ يتفرع الطريق من الحجاز إلى عدة اتجاهات منها طريق يستمر شمالاً إلى بلاد الشام، وطريق يتجه نحو وسط الجزيرة ثم شرقها، وطريق آخر يتجه نحو وسط شبه الجزيرة ثم شمالها عبر وادي السرحان، ثم حران ويتفرع منه طريق يتجه نحو وادي الرافدين، وآخر نحو أعالي الفرات(2) .

الكلمات الرئيسية