الطباعة في مکة المکرمة خلال الفترة (1300 - 1373هـ/ 1883-1953م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة أم القرى / قسم التاريخ

المستخلص

يعتبر موضوع الدراسة من الموضوعات التاريخية الحضارية التي تخدم الباحث التاريخي والمثقف والقارئ العادي وغيرهم.
وفي الحقيقة أن طباعة المطبوعات المختلفة تعتبر من مظاهر الحضارة والرقي المجتمعي، ووسيلة من وسائل التقدم والتحرک الفکري والثقافي، ومن خلالها تقاس مدي تطور الهوية الفکرية والثقافية في کل مکان وزمان في المجتمعات.
وبالرغم من ظهور الطباعة متأخرة بشکل عام في مدينة مکة المکرمة، وقلة إمکانيتها وتجهيزها، وخاصة في العهد العثماني، والعهد الحجازي الهاشمي، إلا أنها عکست مدي رغبة أهل مکة المکرمة بالعمل على تطوير الناحية الفکرية والثقافية والعلمية عندهم، وخاصة في فترة الدراسة العلمية المحددة لهذا البحث العلمي، وبرز من خلالها الثورة الدينية، والعلمية، والثقافية في طباعة المطبوعات التي حظيت بها مکة المکرمة آنذاک.
وهکذا أخذت الطباعة والمطبوعات بالتطور البطيء، والتدريجي بما يخدم العملية الدينية، والثقافية، والتعليمية في العهدين العثماني والحجاز الهاشمي.
ولکن وضع الطباعة والمطبوعات أخذ يتطور بشکلٍ متسارع وبخطوات ثابته ومدروسة قانونيًا وإداريًا وواضحة للعيان، وذلک في عهد الملک عبد العزيز، الذي دخل مکة المکرمة عام ١٣٤٣هـ/١٩٢٤م ، وبدأ بالعمل علي کيفية تطوير الطباعة والمطبوعات، وتمثل ذلک بإصدار أوامر ملکية عام 1347هـ/١٩٢٨م توضح بشکل جلي کيفية تنظيم الطباعة والمطبوعات إدارياً ومالياً، وخاصة تنظيم إصدارات الدوريات الشهرية والصحف والمجلات، وعدم طباعة اي مادة علمية (دينية، ثقافية، تعليمية) الا بموافقة الحکومة، ولتشجيع وزيادة طباعة الکتب الدينية في مکة المکرمة أصدر الملک عبدالعزيز قرار يعفي فيه ورق طباعة الکتب الدينية من الرسوم الجمرکية، مما زاد من طباعة الکتب الدينية التي يستفيد منها جميع المسلمين داخل مکة المکرمة وخارجها.
وهکذا نلاحظ أن العهد السعودي حقق أهداف إيجابية عملت على تطوير وتنظيم الطباعة والمطبوعات بما يخدم الجميع.

الكلمات الرئيسية